كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 11)

= النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة توجه من فوره ذلك إلى الطائف، ومعه أبو بكر، ومعه ابنا سعيد بن
العاص: خالد، وأبان، فإذا هو بقبر قد بني ورفع، فقال أبو بكر: لمن هذا القبر؟ فقال: قبر سعيد بن العاص، فقال أبو بكر: لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ، فَإِنَّهُ كَانَ مُحَادًا لله ولرسوله، فقال ابنا سعيد: لعن الله أبا قحافة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن سب الأموات يغضب الأحياء، وإذا سببتم المشركين فسبوهم جميعًا.
ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل.
ولقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فتؤذوا الأحياء شواهد كثيرة عن المغيرة بن شعبة، وصخر الغامدي، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وحبيب بن أبي ثابت مرسلًا.
أما حديث المغيرة بن شعبة مرفوعًا: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء.
فأخرجه الترمذي (6/ 116 التحفة)، وأحمد (4/ 252)، وابن أبي شيبة (13/ 350)، وهئاد في الزهد (2/ 559)، والطبراني في الكبير (25/ 420)، وابن حبّان: كما في الإحسان (5/ 11)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 95)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 81)، والحاكم (1/ 385) كلهم من طريق سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة، به.
وقال الترمذي: وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم عن سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلًا يحدث عن المغيرة بن شعبة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ.
قال المباركفوري في التحفة: الظاهر أن زياد بن علاقة سمع هذا الحديث أولًا من رجل يحدثه، عن المغيرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم سمع هذا الحديث من المغيرة. اهـ.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وأما حديث صخر الغامدي مرفوعًا؟ لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء. =

الصفحة 876