كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 12)

= أما سند الحارث ففيه تحريفات كثيرة، فإن كان من مسند عراك بن مالك فهو مرسل.
وقد ورد عن عمار رضي الله عنه، مرفوعًا فرواه ابن الأعرابي في معجمه (1/ 97)، والطبراني كما في المجمع (10/ 311)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 302: 1410) ثلاثتهم من طريق الربيع بن بدر، عن يونس، عن الحسن، عن عمار مرفوعًا بلفظ كفى بالموت واعظًا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلًا".
وفيه الربيع بن بدر قال ابن حجر في التقريب: متروك.
وقد روي موقوفًا على عمار بن ياسر.
فقد رواه أحمد في الزهد (ص 257: 928) من طريق يونس بن عبيد، عن رجل، عن عمار بن ياسر أنه قال: كفى بالموت فذكره.
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين (برقم 31) من طريق يونس بن عبيد، حدثني من سمع عمار بن ياسر وهذا ضعيف لإبهام الراوي، عن عمار به.
ورواه نعيم بن حماد في الزوائد على الزهد لابن المبارك (ص 37: 147) عن مالك بن مغول قال: قال ابن مسعود: "كفى بالموت واعظًا" بلفظ عمار.
وهذا أيضًا منقطع لأن مالك بن مغول من السابعة لم يدرك ابن مسعود، والصواب أنه من قول الفضيل بن عياض فرواه الخطابي في العزلة (ص 30: 45) والبيهقي في الزهد (ص 215: 548) كلاهما عن طريق سلم بن عبد الله الخراساني قال سمعت الفضيل بن عياض .. كفى بالموت واعظًا.
الخلاصة: الحديث ضعيف مرفوعًا وموقوفًا، وبهذا يعرف قول الألباني في الضعيفة (برقم 502) رواه أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في اليقين بسند صحيح وهذا عجيب فكيف يسكت عن المبهم الموجود فيه.
وأمثل طرق الحديث إسناد ابن السني الذي فيه ابن لهيعة والله أعلم، وقد ضعف الحديث العجلوني في الخفاء (2/ 146)، والألباني مرفوعًا (برقم 502).

الصفحة 47