كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 14)
لِيَكْتُبَ وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ نَزَلَ جبريل عليه (الصلاة و) (¬11) السَّلَامُ (¬12) (بِقَوْلِهِ تَعَالَى) (¬13): {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... إلى قوله مِنَ الظَّالِمِينَ} (¬14)، ثم قال (جلَّ وعلا) (¬15): {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (¬16)، فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ، (ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ) (¬17) وَهُوَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬18) يَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كتب ربكم على نفسه الرحمه، فدنونا منه -صلى الله عليه وسلم- (¬19) حَتَّى وَضَعْنَا رُكبنا عَلَى رُكْبَتِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬20)، قال: فجالس الْأَشْرَافِ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}. قَالَ: عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، وَكَانَ أَمْرُهُ فُرطًا، قَالَ: هَلَاكًا، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ رَجُلَيْنِ و (¬21) بمثل الحياة
¬__________
(¬11) ليست في (سد) و (عم).
(¬12) أي نزل الوحي، فعرفنا ذلك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يوحى إليه.
(¬13) ليست في (سد) و (عم).
(¬14) سورة الأنعام: الآية 52.
(¬15) ليست في (سد) و (عم).
(¬16) سورة الأنعام: الآية 54.
(¬17) ليست في (سد)
(¬18) ليست في (سد) و (عم).
(¬19) ليست في (سد) و (عم).
(¬20) سورة الكهف: الآية 28.
(¬21) أي ما ذكره بعد الآية 31 في سورة الكهف: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)}.
الصفحة 652