البحر، وأن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى، فادع الله تعالى أن سير عنا (¬1) هذه الجبال، ويفجر (¬2) لنا أنهارًا فنتخذها مخايض (¬3)، فنزرع ونأكل وإلا فادع الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحْيِي لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا وإلاَّ فادع الله تعالى أَنْ يُصَيِّرَ لَنَا هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذهبًا فنحت (¬4) (¬5) مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ (¬6). فَبَيْنَا (¬7) نَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ نزلت عليه -صلى الله عليه وسلم-
¬__________
= والذي جمع قريش هو قصي. وقريش أفصح القبائل. ولها أيام ووقائع. وتطلق قريش الآن على قسمين من الناس:
1 - الأشراف القرشيون وهم بقايا قريش المقيمين في مكة، ومنى، وعرفات وما جاورها.
2 - فرع من فروع قبيلة ثقيف يسمى بقريش. انظر: معجم قبائل العرب عمر رضا كحالة (3/ 947).
(¬1) في (عم)، و (سد): "أن يسير لنا"، وفي (مح): "أن سير عنا".
(¬2) في (عم): "وتفجر"، بالفوقية.
(¬3) المخايض جمع مخاض ومخاضة. والمخاض من النهر الكبير: الموضع الذي يتخضخض ماؤه فيخاض عند العبور عليه، أي: أنهارًا نخوض فيها عند عبورها. والمراد: أنهارًا كثيرة الماء.
انظر: اللسان (7/ 147).
(¬4) في (عم) و (سد): "فننحت".
(¬5) وردت بروايين كما مر. الأولى: "فننحت" بنونين. فالنحت هو النشر والقشر. ونحت الجبل: قطعه، أي: نقطع منها ذهبًا. انظر: اللسان (2/ 97). وفي الأصل نحت بنون وحاء مضمومة وتاء مشددة.
والحت: القشر والحك وهو دون النحت. انظر: اللسان (2/ 22).
(¬6) الهيئة: صورة الشيء وشكله وحالته. انظر: اللسان (1/ 189)، أي: إنك رسول مثلهم.
(¬7) في (مح):"فينا"، والصحيح في (عم) و (سد).