كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 16)

= هذا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَلْهُ. فقام الأعرابي فقال: يا صاحب محمد -صلى الله عليه وسلم- ما تقول في قتل هذا الرجل؟ قال طلحة رضي الله عنه: ها أنا ذا داخل عليه فقال له الأعرابي: فأدخلني معك. قال: نعم. فدخل على عثمان ومعه الأعرابي فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له عثمان رضي الله عنه: وعليك. ثم قال: أنشدك الله أنشدك الله يا طلحة هل تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان على حراء فقال: "اقرر حراء فإن عليك نبيًّا أو صدِّيقًا أو شهيدًا" وكان عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بكر وعمر وأنا وعليٌّ وأنت وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ مالك وسعيد بن زيد؟.
ثم قال أنشدك بالله يا طلحة أتعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "النبيُّ في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة"؟.
قال: اللهم نعم.
قال: نشدتك بالله أتعلم أن سائلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل أبا بكر رضي الله عنه فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل عمر رضي الله عنه فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل عليًّا رضي الله عنه فلم يكن عنده شيء فأعطيته أربعين عن عليٍّ وأربعين عنِّي فجاء بها إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله: ادع الله لي بالبركة. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "وكيف لا يبارك لك وإنما أعطاك نبيُّ أو صدّيقٌ أو شهيدٌ"؟.
قال: اللهم نعم.
وفيه أيضًا أبو عبد الله النشابي وأبو الحسن العتيقي لم أجد لهما ترجمة.
وقد وردت أحاديث صحيحة أخرى في شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان رضي الله عنه بالشهادة:
منها: ما رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب مناقب عثمان رضي الله عنه- البخاري مع الفتح (7/ 66: 3699)، عن أنس رضي الله عنه قال: "صَعِد النبي -صلى الله عليه وسلم- أُحُدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف =

الصفحة 21