كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 16)
= فأتيته فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله سبحانه بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنتَ ممن استجاب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- فهاجرتَ الهجرتين وصحبتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأيتَ هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد.
قال: أدركتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟.
قلت: لا ولكن خلص إليّ من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها.
قال: أما بعد: فإن الله بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحق فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله وآمنتُ مما بعث به وهاجرتُ الهجرتين -كما قلت- وصحبتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُه فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتى توفاه الله، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخلِفتُ أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟.
قلت بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليًّا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين".
ورواه البخاري أيضًا في كتاب مناقب الأنصار باب هجرة الحبشة (3872).
وفي الكتاب نفسه باب مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المدينة (3927).
والحاصل: أن بعض جمل حديث عثمان رضي الله عنه ترتقي مما تقدم من الشواهد إلى رتبة الحسن لغيره، كقوله: ما زنيت في جاهلية ولا إسلام. لكن الحديث في الجملة يبقى ضعيفًا، والله أعلم.
الصفحة 28
709