كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 18)

= وروى هذا الأثر من طريق آخر:
فقد رواه مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، قال: كتب خالد إلى مرازبة فارس وهو بالحيرة، ودفعه إلى ابن بقيلة، قال عامر: وأنا قرأته عند ابن بقيلة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسٍ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتبع الهدى، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هو، أما بعد: أحمد الله الذي فض خدمتكم، وفرق كلمتكم، ووعن بَأْسَكُمْ، وَسَلَبَ مُلْكَكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا فابعثوا إلى بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إلى الجزية، فإن لم تفعلوا، فوالله الذي لا إله إلَّا هو، لأسيرن إليكم بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ، كَحُبِّكُمُ الْحَيَاةَ، وَالسَّلَامُ عَلَى من اتبع الهدى.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 552)، كتاب التاريخ، باب قدوم خالد بن الوليد الحيرة وصنيعه، قال: حدَّثنا أبو أسامة.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (ح 186)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 146: 7190)، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
وأخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 204) من طريق سفيان الثوري.
ثلاثتهم عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، به، بنحوه (وهذا لفظ ابن أبي شيبة).
قلت: هذا إسناد ضعيف، لأن مداره على مجالد بن سعيد وهو متفق على ضعفه. (انظر في ترجمته: ميزان الاعتدال 3/ 438، التهذيب 10/ 39، التقريب ص 520: 6478).
ولكنه لم يتفرد به بل تابعه خالد بن سلمة القرشي:
أخرجه ابن أبي شيبة، في المصنف (12/ 553)، قال: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة القشي، عن عامر الشعبي، قال: كتب خالد بن الوليد زمن الحيرة إلى مرازبة فارس ... فذكره بنحوه. =

الصفحة 27