كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 18)

فِي نَفْسِهِ)، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ هَلْ عَلِمْتُمْ؟ قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا فِي شَأْنِهِ (¬35)، وَذَكَرَ أَيْضًا (أُرَى) (كِتَابَتَهُ) (¬36) المفصل فَفَشَا النَّهْىُ، فَجَعَلَ يَقُولُ النَّاسُ: مَهْلًا عَنْ أمير المؤمنين، ففشا النهي فقام الأشتر (¬37) (فَلَا أَدْرِي أَيَوْمُئِذٍ أَمْ يَوْمٌ آخَرُ) قَالَ: فَلَعَلَّهُ قَدْ مُكِرَ (¬38) بِهِ (وَبِكُمْ) (¬39)، قَالَ: فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى لَقِيَ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ إِنَّهُ رضي الله عنه أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الموعظة أول ما يسمعون (¬40) بها، فإذا أعيدت عليهم (¬41) لم تأخذ فيهم، قال: ثم أنه رضي الله عنه فَتَحَ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ: "يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ".
قَالَ أَبِي، فحدَّثني الْحَسَنُ أَنَّ محمَّد بْنَ أبي بكر رضي الله عنه دخل عليه، فأخذ بلحيته، فقال رضي الله عنه: لَقَدْ أَخَذْتَ مِنِّي مَأْخَذًا، أَوْ قَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا -مَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْعُدَهُ- أَوْ قَالَ: ليأخذه- فخرج وتركه، ودخل عليه رضي الله عنه رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ (الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ) فَخَنَقَهُ، ثُمَّ خَنَقَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ فما رأيت شيئًا قط ألين من حلقه، حَتَّى رَأَيْتُ نَفَسَهُ يَتَرَدَّدُ (¬42) فِي جَسَدِهِ كَنَفَسِ الجانّ، قال: فخرج وتركه.
¬__________
(¬35) في (س) و (ع): "أشياء في نفسه".
(¬36) ما بين الهلالين ساقط من (ع).
(¬37) في الأصل: "رضي الله عنه"، ولا أرى له وجهًا من الصواب.
(¬38) هكذا في الأصل وفي (س)، وجاء في (ع): "بكربه"، وهو تصحيف.
(¬39) ما بين الهلالين ساقط من (ع).
(¬40) في الأصل: "ما يسمعوا بها"، وفي (س): "ما يسمعونها"، والتصحيح من (ع) وبقية المصادر.
(¬41) في الأصل: "فيهم"، والأولى كما جاء في (س) و (ع).
(¬42) في (س) و (ع): "تردد".

الصفحة 46