= (378)، كلهم من طرق عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب به بنحوه، إلَّا أن ابن أبي داود قال: (عون بن عبد الله بن رافع).
قلت: ابن أبي فديك، هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك المدني.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 419) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا". وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 331: 1602).
الوجه الثالث: رواه شبابه بن سوار وآدم، عن ابن أبي ذئب عمن سمع أنسًا، عن أنس رضي الله عنه موقوفًا عليه.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 106)، عن شبابة بن سوار، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 16) عن آدم، كلاهما عن ابن أبي ذئب به بنحوه.
قلت: مما تقدم يتبين أن الوجه الأول والثاني يرجعان إلى وجه واحد، لأن الراوي المبهم في الوجه الأول سمي في الوجه الثاني بأنه عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع، وعليه فإن الوجه الأول هو رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، والوجه الثاني أنه موقوف على أنس رضي الله عنه.
ولكن الحديث من كلا الوجهين ضعيف، لأن مداره على راوي مبهم لم يسم، وهو الراوي عن أنس رضي الله عنه، ففي الوجه الأول عبر عنه "عن ابن لأنس بن مالك" وفي الوجه الثاني عمن سمع أنسًا، كما أن الوجه الأول ضعيف لجهالة عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع.
وللحديث طريق آخر عن أنس رضي الله عنه.
أخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 399)، حدَّثنا خيثمة، حدَّثنا إسماعيل، عن عمرو بن أبي ذؤيب، عن عبد الله بن رافع، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن الحور العين تغنين في الجنة:
نحن الحور الحسان ... خلقنا لأزواج كرام "