كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 18)

= قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه خيثمة بن أبي خيثمة أبو نصر البصري، وهو لين الحديث، انظر: التقريب (ص 197: 1773). وفيه عمرو بن أبي ذؤيب لم أجد له ترجمة.
وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 35: 734) قال: حدَّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري، حدَّثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا محمَّد بن جعفر بن أبي كثير، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات يسمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان!! وإن مما يغنين: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه".
ومن طريق الطبراني هذا أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 430).
قال الطبراني: لم يروه عن زيد بن أسلم إلَّا محمَّد، تفرّد به ابن أبي مريم.
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، حاشا شيخ المصنف فلم أظفر بشيء من حاله، وقد ذكره ابن كثير في البداية (11/ 96)، وقال: "صاحب التاريخ على السنين، ولد بمصر، وحدَّث عن أبي صالح كاتب الليث وغيره.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 419)، وقال: "رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح".
وذكره المنذري في الترغيب (4/ 538)، وقال: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط" ورواتهما رواة الصحيح".
وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى وبالطرق الأخرى، ولكنه بمجموع الطرق وشاهده حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يرتقي إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.

الصفحة 676