كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 18)

= ثلاثين سنة).
ويؤيده حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. انظره في الحديث القادم.
وابن لهيعة ضعيف، وخالف الثقات في هذه اللفظة حيث رووها بلفظ آخر.
وعليه فإن حديث الباب من طريق ابن لهيعة منكر، وحديث غيره هو المحفوظ.
أما حديث عمرو بن الحارث: فقد أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص 423): (في زوائد نعيم بن حماد)، ومن طريقه الترمذي في صفة الجنة (ص 2562)، باب (23)، والبغوي في شرح السُنَّة (15/ 217)، عن رِشْدَيْن بن سعد.
وأخرجه ابن أبي داود في كتاب البعث (ص 78)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 259) من طريق ابن وهب.
كلاهما عن عمرو بن الحارث، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد رضي الله عنه به بنحوه، ولفظ ابن المبارك والترمذي والبغوي وأبي نعيم (يردون بني ثلاثين سنة).
ولفظ ابن أبي داود: (يردون بني ثلاثة وثلاثين سنة).
قلت: فيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، ولكن تابعه ابن وهب، كما عند ابن أبي داود وأبي نعيم، إلَّا أن رواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة كما تقدم.
ومما تقدم يتبين أن قوله: (ستين سنة)، تفرّد به ابن لهيعة وهو ضعيف، وخالفه عمرو بن الحارث فقد رواه عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعًا وفيه:
(يردون بني ثلاثين سنة)، وفي رواية: (ثلاثة وثلاثين سنة).
وله شواهد من حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، سيأتي تخريجها مفصلًا في الحديث القادم (ص 2626). =

الصفحة 722