كتاب موطأ مالك ت الأعظمي (اسم الجزء: 5)

٣٤٣٠ - جَامِعُ مَا جَاءَ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ [ف: ٣٣٢]
٣٤٣١/ ٧٢٢ - مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفاً. أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟
فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصاً مِنْ شَعِيرٍ. ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَاراً لَهَا ثُمَّ لَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ. ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي. وَرَدَّتْنِي (١) بِبَعْضِهِ. ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ. فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِساً فِي الْمَسْجِدِ [ص: ٥٤ - ب] وَمَعَهُ النَّاسُ. فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» ⦗١٣٥٨⦘
قَالَ: فَقُلْتُ: (٢) نَعَمْ.
قَالَ: «لِطَعَامٍ؟»
قَالَ، قُلْتُ: (٣) نَعَمْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا». قَالَ: فَانْطَلَقَ. وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ. حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ.
فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ. وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ.
فَقَالَتِ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ، حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا عِنْدَكِ؟» فَأَتَتْ بِذلِكَ الْخُبْزِ. فَأَمَرَ بِهِ فَفُتَّ. وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ (٤). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ. ⦗١٣٥٩⦘ ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ». فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ».
فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ». فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ». فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ». حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا. وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلاً، أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلاً.
---------------
صفة النبي: ١٩
(١) بهامش الأصل: «ابن وضاح: أنها أعطته من الأقراص ما ردت به جوعه، وليس من التردية». وبهامش ص: «قال محمد: يعني ردتني أعطتني منه شيئا، شغلتني به». وبهامش الأصل: «في البخاري: قد ثنى ببعضه».
(٢) رسم في الأصل على «فقلت» علامة ح. وبهامشه في: «عـ: قلت».
(٣) في ص: «فقلت»، ورمز عليها بها، وفي ق: «فقلت».
(٤) بهامش الأصل: «فأدمته»، بالقصر، وآدمته أيضاً بالمد لغتان. وفي: «ع: فأدَّمته». وبهامشه أيضاً: «الأدم الخلط، يقال: أدمت الرجل بأهلي أي خلطته لهم. أدمت الطعام جعلت فيه إداما».
وفي ق: «فآدمته»، وبهامش ق: «ويروى أَدَمته بالقصر وتخفيف الدال، وبالقصر وبتشديد الدال، والقصر مع التخفيف أحسن».

[مَعَانِي الْكَلِمَات]
«عكة» أي: إناء من جلد مستدير يجعل فيه السمن والعسل غالبا، الزرقاني ٤: ٣٧٨؛ «هلمي يا أم سليم» أي: هات يا أم سليم ما عندك، الزرقاني ٤: ٣٧٧؛ «ثم دسته تحت يدي» أي: أدخلته بقوة، الزرقاني ٤: ٣٧٦؛ «فآدمته» أي: صيرت ما خرج من العكة إداما له، الزرقاني ٤: ٣٧٨

[التَّخْرِيجُ]
أخرجه أبو مصعب الزهري، ١٩٤٨ في الجامع؛ والشيباني، ٨٨٩ في العتاق؛ والبخاري، ٤٢٢ في الصلاة عن طريق عبد الله بن يوسف، وفي، ٣٥٧٨ في المناقب عن طريق عبد الله بن يوسف، وفي، ٥٣٨١ في الأطعمة عن طريق إسماعيل، وفي، ٦٦٨٨ في الأيمان والنذور عن طريق قتيبة؛ ومسلم، الأشربة: ١٤٢ عن طريق يحيى بن يحيى؛ والترمذي، ٣٦٣٠ في المناقب عن طريق إسحاق بن موسى الأنصاري عن معن؛ وابن حبان، ٦٥٣٤ في م١٤ عن طريق عمر بن سعيد بن سنان عن أحمد بن أبي بكر؛ والقابسي، ١١٩، كلهم عن مالك به.

الصفحة 1357