كتاب المجاز عند الإمام ابن تيمية وتلاميذه بين الإنكار والإقرار

عرفناه. وكفى المجاز أصالة أن منكريه لم يستطيعوا الاستغناء عنه. وهذا من الوضوح بمكان.
خلقك من تراب:
ومن المجاز المرسل تأويله لقوله تعالى: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ..} . حيث قال فيه:
"معنى خلقه من تراب أي خلق آدم الذي هو أصله من التراب".
والمعنى المجازي في هذا التأويل واضح، فليس المخاطب هو المراد، بل أصله وسببه.
وتأتون في ناديكم المنكر:
قال الشيخ في معنى النادي: "فالنادي والندى يطلقان على المجلس. وعلى القوم الجالسين فيه، وكذلك المجلس يطلق على القوم الجالسين فيه. ومن إطلاق الندى على المكان قول الفرزدق.
وما قام منا قائم في ندينا
فينطق إلا بالتي هي أعرف
وقوله تعالى: {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} ومن إطلاقه على القوم قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} ومن إطلاق المجلس على القوم الجالسين فيه قول ذي الرمة:
لهم مجلس صهب السبال أذلة
سواسية أحرارها وعبيدها

الصفحة 77