كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
الرَّصَد (¬١)، وبيَّن أنَّ ذلك الخلل ليس في وُسْع الإنسان دفعُه وإزالتُه.
وإذا عُرِفَ هذا فنقول: إذا بَعُدَ العهدُ بتجديد الرَّصَد اجتمعت تلك المُسامَحَاتُ القليلة، ويحصلُ بسببها تفاوتٌ عظيمٌ في مواضع الكواكب، وكذلك فإذا وُجِد موضعُ الكوكب بحسب بعض الزِّيجات (¬٢) درجةً معينة (¬٣)، ووُجِدَ بحسب زِيجٍ آخر غير تلك الدَّرجة؛ ربَّما حصل التفاوتُ بالبروج.
ولمَّا كان علمُ الأحكام مبنيًّا على مواضع الكواكب (¬٤) ومناسباتها، ثمَّ قد تبيَّن أنَّ التفاوتَ الكثير وقع في قَطْع الكواكب (¬٥) = عُلِمَ بطلانُ هذا العلم وفسادُه (¬٦).
الوجه التاسع: أنَّ المعقول من تأثير هذه الكواكب في العالم السُّفلي هو أنها بحسب مَسَاقِط شُعاعاتها تسخِّنُ هذا العالَم أنواعًا من السُّخونة.
---------------
(¬١) عَدَّ منها قريبًا من ثلاثين وجهًا من الوجوه التي لا يمكنُ الاحتراز عنها. انظر: «المطالب العالية» (٨/ ١٥٥).
(¬٢) جمع «زيج»، فارسية معربة، وهو كتابٌ فيه جداول يعرَف بها مواضعُ الكواكب وسيرها، بطريقةٍ حسابية، ومنه يستخرج التقويم. انظر: «قصد السبيل» (١/ ١٠١)، و «مفاتيح العلوم» (١٩٧)، و «أبجد العلوم» (٢/ ٣١٤).
(¬٣) في طرة (د، ق): «لعله: حين». ولا وجه له، فالعبارة كذلك في «السر المكتوم» (٢٧).
(¬٤) من قوله: «وكذلك فإذا وجد» إلى هنا ساقط من (ت)؛ لانتقال النظر.
(¬٥) أي: في سيرها وقطعها للمسافات. انظر: «روح المعاني» (٩/ ١٣٥، ٢٣/ ٢٤).
(¬٦) انظر: «أبكار الأفكار» للآمدي (٢/ ٢٧٢).