كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

قُتِل بها الأمينُ بشارع باب الأنبار (¬١) انخرَم الأصلُ الباطلُ الذي أصَّلُوه، وظهر الزُّورُ الذي لفَّقوه (¬٢)، حتى رجعَ القائلُ الأول (¬٣) فقال:
كذَبَ المنجِّمُ في مقالته التي ... نَطَقَتْ به كذبًا على بَغْدانِ (¬٤)
قَتْلُ الأمين بها لعمري يقتضي ... تكذيبَهم في سائر الحُسْبان
ثمَّ مات ببغداد جماعةٌ من الخلفاء، مثل: الواثق، والمتوكِّل، والمعتضِد، والمكتفِي، والناصر، وغير هؤلاء.
ومِنْ ذلك: اتفاقُهم في سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين في قصَّة عَمُّوريَّة على أنَّ المعتصم إن خرجَ لفتحِها كانت عليه الدَّائرة، وأنَّ النصرَ لعدوِّه،
---------------
(¬١) من أبواب مدينة بغداد، مدخل القادمين من الشام، أنشأ عنده الأمين أحد مجالس لهوه. انظر: «تاريخ الطبري» (٨/ ٥٠٩)، و «معجم البلدان» (١/ ٤٥٩)، و «بغداد مدينة السلام، الجانب الغربي» لصالح العلي (٢/ ١٣٨).
(¬٢) وخرَّج بعضهم ما وقع للأمين على وجهين، الأول: أن الأمين لم يقتَل داخل بغداد. والثاني: أن الأمين قُتِل، والكلام في الموت لا في القتل!. انظر: «تاريخ بغداد» (١/ ٦٩)، و «ثمار القلوب» (٧٤٢)، و «نشوار المحاضرة» (٥/ ٤٣).
(¬٣) (ق): «حتى رجع الحق قائل الأول». ولعلها: راجَع الحقَّ.
(¬٤) الشطر الثاني في «روح المعاني» (١٢/ ١٠٢):
* كان ادعاها في بِنا بغدان *
وفي «الفلاكة والمفلوكون» للدلجي (٢٦) ــ وقد نقل كالآلوسي كثيرًا من هذا المبحث دون تصريح ــ:
* نطقت على بغداد بالهذيان *

الصفحة 1203