كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

وأهلُ الإقليم الثاني سخونةُ هوائهم ألطف، فكانوا سُمْرَ الألوان.
والإقليمُ الثالثُ والرابعُ أعدلُ الأقاليم مزاجًا، بسبب اعتدال الهواء. وسببُ تعديله (¬١) [أن غاية] ارتفاع الشَّمس إنما يكونُ (¬٢) [عند كونها] في أبعد بُعْدِها عن الأرض (¬٣).
فهاهنا وإن حصلت المسامتةُ المُوجِبةُ (¬٤) لمزيد السُّخونة، لكن حصَل أيضًا البعدُ المقلِّلُ للسُّخونة، فحصَل الاعتدالُ من بعض الوجوه. وفي الجانب الجنوبيِّ وإن حصَل مزيدُ القُرب من الأرض لكن لم تحصُل هناك مسامتةٌ [معتدلة]، [فلذا كانت أكثر] (¬٥) المساكن المعمورة لخطِّ الاعتدال في الجانبين بهذه الطريق، وصار أهلُ الإقليم الثالث والرابع أفضلَ الناس صُورًا وأخلاقًا.
وأمَّا الإقليم الخامس، فإنَّ سخونة الهواء هناك أقلُّ من الاعتدال بمقدارٍ يسير، فلا جَرَمَ صار في حيِّز البرد (¬٦)، وصارت طبائعُ أهله أقلَّ نضجًا من
---------------
(¬١) مهملة في (د). (ق): «تعديه». (ت): «بعديه». (ط): «تعديل». ولعل المثبت أشبه.
(¬٢) في الأصول: «لا يكون».
(¬٣) «السر المكتوم»: «بسبب اعتدال الهواء. وأيضًا، فغاية ارتفاع الشمس إنما يكون عند كونها في أبعد بعدها عن الأرض».
(¬٤) في الأصول: «مسامتة الوحيد»، والكلمة الثانية مهملة في (د). وفي (ط): «مسامتة مفيدة». والأشبه ما أثبت.
(¬٥) الزيادتان الأخيرتان مني، ليستقيم السياق. ومن قوله: «فهاهنا ... » إلى: «بهذه الطريق» ليس في «السر المكتوم».
(¬٦) (د، ق): «حز البرد». ومهملة في (ت). وفي «السر المكتوم»: «حيز البرد والثلوج».

الصفحة 1278