كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
هذا إن كانت الأحكامُ صحيحةً مُدْرَكَةً محقَّقَة، ومصابةً مُلْحَقةً معروفةً محصَّلة (¬١)، ولم يكن المذهبُ على ما زعمَ أربابُ الكلام والذين (¬٢) يأبونَ تأثيرَ هذه الأجرام العالية في الأجسام السافلة، وينفُون الوسائطَ بينهما والوصائل، ويدفعون الفواعِل والقوابِل.
تمَّ السؤال.
فأجاب كلٌّ من هؤلاء بما سَنَحَ له:
* فقال قائلٌ منهم: عن هذا السُّؤال المَهُول (¬٣) جوابان:
أحدهما: هو زجرٌ عن النظر فيه؛ لئلَّا يكون هذا الإنسانُ مع ضَعْف نَحِيزَته (¬٤)، واضطراب غريزته، وضَعْف مُنَّته (¬٥)، عَدَّاءً على ربِّه، شريكًا (¬٦) له في غَيْبِه، متكبِّرًا على عباده، ظانًّا بأنه فيما يأتي (¬٧) من شأنه قائمٌ بجَدِّه وقدرته، وحوله وقوته، وتشميره وتَقْلِيصه، وتَهْجِيره وتَعْرِيسه، فإنَّ هذا النَّمَط يحجُز الإنسانَ عن الخشوع لخالقه، والإذعان لربِّه، ويُبْعِدُه عن
---------------
(¬١) «المقابسات» (ز، س): «أو مصانة ملحقة ومعروفة محضة».
(¬٢) «المقابسات» (ز، س): «وأرباب الكلام والدين». وهي قراءةٌ محتملة.
(¬٣) «المقابسات»: «عن هذه المسألة على التهويل»، (ز، س): «عن هذه المسألة لا على هذا التهويل».
(¬٤) أي: طبعه. وفي (ق، د): «تجربة». (ت): «تحريه». وهو تحريف. والمثبت من «المقابسات». وفي (ز، س): «مخيلته».
(¬٥) أي: قوَّته. وفي (ت): «منه». وأهملت في (د). (ق): «منية». وهو تحريف. وفي «المقابسات»: «وانفتات طينته، وانبتات مريرته».
(¬٦) «المقابسات»: «بحَّاثًا».
(¬٧) «المقابسات»: «مأتي».