كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

قال: وهذا إذا صحَّ تعلَّق الأمرُ كلُّه بما يتصلُ بهذا العالم السفليِّ من ذلك العالم العُلوي؛ فإذًا الصوابُ والخطأ محمولان على القوى المنبثَّة (¬١)، والأنوار الشائعة، والآثار الذَّائعة (¬٢)، والعلل الموجِبة، والأسباب المتوافية (¬٣).
* وقال آخر ــ وهو النُّوشْجاني ــ: أيها القوم، اختصروا الكلام، وقرِّبوا البُغْية؛ فإنَّ الإطالةَ مَصِدَّةٌ عن الفائدة، مَضِلَّةٌ للفهم والفطنة، هل تصحُّ الأحكام؟
* فقال غلام زُحَل: ليس عن هذا جوابٌ يستتِبُّ (¬٤) على كلِّ وجه.
فقيل: ولم؟ بيِّن ذلك.
قال: لأنَّ صحَّتها وبطلانها يتعلَّقان بآثار الفلَك، وقد يقتضي شكلُ الفلَك في زمانٍ أن لا يصحَّ منها شيء، وإن غِيصَ على دقائقها، وبُلِغَ إلى أعماقها. وقد يزولُ ذلك الشكلُ [فيجيء زمانٌ لا يبطلُ منها شيءٌ فيه، وإن قُورب في الاستدلال. وقد يتحولُ هذا الشكلُ] (¬٥) في وقتٍ آخر إلى أن
---------------
(¬١) (ق، ت): «المثبتة».
(¬٢) «المقابسات» (ز، س): «الرائعة».
(¬٣) «المقابسات» (ز، س): «الموافقة».
(¬٤) مهملة في (د). (ت): «بسبب». (ق): «سبب». (ز، س): «يتسبب». وفي «مختصر تاريخ الدول» لابن العبري (١٧٥): «يستثبت». والمثبت من «المقابسات» و «تاريخ الحكماء» (٣٠٧).
(¬٥) من «المقابسات» و «تاريخ الحكماء» و «مختصر تاريخ الدول». وأحسبه سقط لانتقال النظر.

الصفحة 1335