كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

شريعتهم وملَّتهم.
وهذا شأنُ العزيز الحكيم في الكذَّابين عليه؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: ١٥٢]. قال أبو قلابة: «هي لكلِّ مفترٍ من هذه الأمة إلى يوم القيامة» (¬١).
وهذه المحاورةُ التي جرت بين أصحاب هذا المَجْمَع (¬٢) هي غايةُ ما يمكنُ النجوميَّ أن يقولَه، ولا يَصِلُ إلى ذلك إلا المبرِّزون منهم، ومع هذا فقد رأيتَ حاصلَها ومضمونَها، ولعلهم أن لو عَلِمُوا أنَّ هذه الكلمات تُنقَل (¬٣) من جماعتهم، وتتصلُ بأهل الإيمان، لم ينطقوا منها ببنتِ شَفَة، ويأبى اللهُ إلا أن يفضحَ المفتري الكذَّاب ويُنْطِقَه بما يبيِّن باطلَه.
فصل
قال صاحبُ الرِّسالة:
«ذِكْرُ جُمَلٍ من احتجاجهم والاحتجاج عليهم
مِن أوكد ما يستدلُّون به على أنَّ الكواكبَ تفعلُ في هذا العالَم، أو لها دلالةٌ على ما يحدثُ فيه: أنهم امتحنوا عدةَ مواليد صحَّحوا طوالَعها،
---------------
(¬١) أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» (٢/ ٢٣٦)، والطبري (١٣/ ١٣٥).
وأخرجه أبو القاسم البغوي في «الجعديات» (١/ ٣٥٨)، واللالكائي في «السنة» (٢٨٩) عن أيوب. وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٧/ ٢٨٠) عن سفيان بن عيينة.
(¬٢) (ت): «الجمع».
(¬٣) (ق): «تعتد». (ت): «تتعد».

الصفحة 1344