كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ومن هذا قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «وما يدريك لعلَّ الله اطلعَ على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم» (¬١).
وهذا هو المانعُ له - صلى الله عليه وسلم - من قتل من جَسَّ عليه وعلى المسلمين وارتكبَ مثل ذلك الذَّنب العظيم (¬٢)، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه شهدَ بدرًا؛ فدلَّ على أنَّ مقتضي عقوبته قائمٌ لكنْ منع من ترتُّب أثره (¬٣) عليه ما له من المشهد العظيم، فوقعت تلك السَّقْطةُ العظيمةُ مغتفرةً في جنب ما له من الحسنات (¬٤).
ولمَّا حضَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة، فأخرج عثمانُ رضي الله عنه تلك الصدقة العظيمة، قال: «ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِل بعدها» (¬٥).
وقال لطلحة لمَّا تطأطأ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى صعدَ على ظهره إلى الصخرة: «أَوْجَبَ طلحة» (¬٦).
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٣٠٠٧)، ومسلم (٢٤٩٤) من حديث علي.
(¬٢) انظر: «بدائع الفوائد» (١٥٣٦)، و «زاد المعاد» (٣/ ١١٥، ٤٢٢، ٤٢٦، ٤٢٧).
(¬٣) (ت): «من ترتبه».
(¬٤) (ق، د، ت): «الصدقات».
(¬٥) أخرجه الترمذي (٣٧٠١)، وأحمد (٥/ ٦٣)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٢/ ٥٨٧)، وغيرهم من حديث عبد الرحمن بن سمرة.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه»، وصححه الحاكم (٣/ ١٠٢) ولم يتعقبه الذهبي.
ورُوِي من وجوهٍ أخرى تزيدُه قوَّة.
(¬٦) أخرجه الترمذي (٣٧٣٨)، وأحمد (١/ ١٦٥)، والبزار (٩٧٢)، وغيرهما من حديث الزبير بن العوام.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب»، وصححه ابن حبان (٦٩٧٩)، والحاكم (٣/ ٣٧٣) ولم يتعقبه الذهبي.

الصفحة 505