كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فالفكرتان الأوَّلتان (¬١) توجبُ له زيادةَ محبَّته وقوَّتها وتضاعُفَها، والفكرتان الآخرتان (¬٢) توجبُ محبةَ محبوبه له، وإقبالَه عليه، وقربَه منه، وعطفَه عليه، وإيثارَه على غيره.
فالمحبةُ التامَّةُ مستلزمةٌ لهذه الأفكار الأربعة.
فالفكرةُ الأولى والثانيةُ: تتعلَّقُ بعلم التوحيد وصفات الإله المعبود ــ سبحانه ــ وأفعاله، والثالثةُ والرابعةُ: تتعلَّقُ بالطريق الموصلة إليه وقواطعها وآفاتها وما يمنعُ من السَّير فيها إليه.
فتفكُّره في صفات نفسه يميِّزُ له المحبوبَ لربِّه منها من المكروه له.
وهذه الفكرةُ توجبُ ثلاثةَ أمور:
أحدها: أنَّ هذا الوصفَ هل هو مكروهٌ مبغوضٌ لله أم لا؟
والثاني: إذا كان مكروهًا، فهل العبدُ متصفٌ به أم لا؟
---------------
(¬١) (ت): «الاوليتان». وتقدم التعليق عليها (ص: ٢٩٨).
(¬٢) كذا في الأصول، مثنى آخرة. انظر: «بصائر ذوي التمييز» (٢/ ٨٩).

الصفحة 531