كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

عند التهاب نار الغضب والشهوة، وعند الهمِّ الشديد (¬١)، ومع التَّعب والحركات القوية البدنية والنفسانية.
وهذا بحثٌ متصلٌ بقاعدةٍ أخرى، وهي: أنَّ الحواسَّ والعقل، مبدؤها القلبُ أو الدِّماغ؟ (¬٢)
فقالت طائفة: مبدؤها كلِّها القلب، وهي مرتبطةٌ به، وبينه وبين الحواسِّ منافذُ وطرق.
قالوا: وكلُّ واحدٍ من هذه الأعضاء التي هي آلاتُ الحواسِّ له اتصالٌ بالقلب بأعصابٍ وغير ذلك، وهذه الأعصابُ تخرجُ من القلب إلى أن تأتي إلى كلِّ واحدٍ من هذه الأجسام (¬٣) التي فيها هذه الحواسُّ، ومنشأ هذه الأعضاء من القلب، وهو مركَّبٌ من أشياء تُشاكِل جميعَ هذه الأجسام التي فيها هذه الحواسُّ (¬٤).
قالوا: فالعينُ إذا أبصرت شيئًا أدَّته بالآلة التي فيها إلى القلب؛ لأنَّ هذه الآلة متصلةٌ منها إلى القلب، والسَّمعُ إذا أحسَّ صوتًا أدَّاه إلى القلب، وكذلك كلُّ حاسَّة.
---------------
(¬١) (ن): «وعند الهم والشدائد».
(¬٢) انظر: «مجموع الفتاوى» (٩/ ٣٠٣)، و «المسودة» (٩٨٢)، و «أيمان القرآن» (٦١٢)، و «المقدمات والممهدات» (٣/ ٣٣٤)، و «شرح الكوكب المنير» (١/ ٨٣) وحواشيه، و «أضواء البيان» للشنقيطي (٥/ ٧١٥)، ومجموع آثاره (٢٣ ــ الفتاوى)، و «إزالة الستار» لابن عثيمين (٦٦)، وغيرها.
(¬٣) (ت): «تخرج من القلب من أشياء تشاكل جميع الأجسام».
(¬٤) من قوله: «ومنشأ هذه الأعضاء» إلى هنا من (د، ق).

الصفحة 555