كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
الولادة ودنا المَخاض (¬١)، أوحى إليها ربُّها وفاطرُها أن تضع حملَها وتُخرِجَ أثقالها، فتُخرِج النَّاسَ من بطنها إلى ظهرها، وتقول: ربِّ هذا ما اسْتَوْدَعْتَني، وتُخرِجُ كنوزَها بإذنه تعالى، ثمَّ تحدِّثُ أخبارَها، وتشهدُ على بَنِيها بما عملوا على ظهرها من خيرٍ أو شرٍّ.
فصل
ولما كانت الرياح تَجُولُ فيها (¬٢)، وتدخلُ في تجاويفها، وتُحْدِثُ فيها الأبخِرَة، فتختنقُ (¬٣) الرياح، ويتعذَّرُ عليها المنفَذ= أَذِنَ الله سبحانه لها في الأحيان بالتنفُّس، فتُحْدِثُ فيها الزَّلازلَ العِظام (¬٤)، فيحدثُ من ذلك لعباده الخوفُ والخشيةُ والإنابةُ والإقلاعُ عن معاصيه والتضرُّعُ إليه والنَّدم (¬٥).
كما قال بعض السَّلف وقد زُلزِلت الأرض: «إنَّ ربَّكم يَسْتَعْتِبكم» (¬٦).
وقال عمر بن الخطَّاب، وقد زُلزِلت المدينة، فخطَبهم ووعظهم، وقال: «لئن عادت لا أساكِنكم فيها» (¬٧).
---------------
(¬١) (ن، ح): «ودنو المخاض».
(¬٢) أي: في الأرض.
(¬٣) (د، ق، ت): «وتنخنق». (ح): «وتتخفق».
(¬٤) انظر: «مجموع الفتاوى» (٢٤/ ٢٦٤).
(¬٥) (ق، ت): «والتوبة».
(¬٦) تقدم تخريجه (ص: ٣٤٠).
(¬٧) أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٧٣)، وابن أبي الدنيا في «العقوبات» (٢٠)، والبيهقي (٣/ ٣٤٢) بإسنادٍ صحيح.