كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

الأموال والمعاملات وأرزاق المقاتِلَة (¬١)، ولم يتسخَّر بعضُ النَّاس لبعض؛ إذ يصيرُ الكلُّ أربابَ ذهبٍ وفضَّة، فلو أغنى خلقَه كلَّهم لأفقَرهم كلَّهم (¬٢)، فمن يرضى لنفسه بامتهانها في الصَّنائع التي لا قِوامَ للعالَم إلا بها؟!
فسبحان من جَعَل عِزَّتهما سببَ نظام العالَم، ولم يجعلهما في العزَّة كالكبريت الأحمر الذي لا يوصلُ إليه (¬٣)، فتفوتُ المصلحةُ بالكلِّيَّة، بل وضعهما وبثَّهما في العالَم بقَدْرٍ اقتضته حكمتُه ورحمتُه ومصالحُ عباده.
وقرأتُ بخطِّ الفاضل جبريل بن نوح (¬٤) الأنباري، قال: أخبرني بعض من تداوَل المعادنَ (¬٥) أنهم أوغَلوا في طلبها إلى بعض نواحي الجبل، فانتهوا إلى موضعٍ رأوا فيه (¬٦) أمثال الجبال من الفضة، ومن دون ذلك وادٍ يجري مُنْصَلِتًا (¬٧) بماءٍ غزيرٍ لا يُدْرَك (¬٨)، ولا حيلة في عُبوره، فانصرفوا إلى حيث يعملون ما يَعْبُرون به، فلمَّا هيَّؤوه وعادوا راموا طريقَ النَّهر فما وقعوا (¬٩) له
---------------
(¬١) لعله يريد: الغنائم. وفي (ح): «المعاملة».
(¬٢) ليست في (ت، ح، ن).
(¬٣) انظر: «تاج العروس» (كبرت)، والتعليق على «الحيوان» (٥/ ٩٥).
(¬٤) (ق، د، ت): «روح». ولعله مؤلف الكتاب أو ناسخه، كما مر في المقدمة.
(¬٥) (ق، د): «يداول المعادن».
(¬٦) (ح، ن): «وإذا فيه».
(¬٧) شديد الجري. وفي الأصول: «متصلبا». (ر): «متصلًا». والمثبت من (ض).
(¬٨) (ض): «لا يدرك غوره».
(¬٩) (ح، ن»: «وقفوا».

الصفحة 632