كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

فصل (¬١)
ثمَّ تأمَّل إذا نصبتَ خيمةً أو فُسطاطًا كيف تُمِدُّه (¬٢) من كلِّ جانبٍ بالأطنابِ ليثبُتَ فلا يسقُط ولا يتعوَّج.
فهكذا تجدُ النَّبات والشجرَ له عروقٌ ممتدَّةٌ في الأرض منتشرةٌ إلى كلِّ جانبٍ لتُمسِكه وتُقِيمَه، وكلَّما انتشرت أعاليه امتدَّت (¬٣) عروقُه وأطنابُه من أسفل في الجهات. ولولا ذلك كيف كانت تثبُت هذه النَّخيلُ الطِّوالُ الباسقاتُ والدَّوْحُ العِظام (¬٤) على الرياح العواصف؟!
وتأمَّل سَبْق الخِلْقة الإلهية (¬٥) للصِّناعة البشرية؛ حتى يَعْلَم الناسُ نَصْبَ الخِيام والفساطيط من خِلْقة الشَّجر والنَّبات؛ لأنَّ عروقها أطنابٌ لها كأطناب الخيمة، وأغصانُ الشَّجر يُتَّخذُ منها الفساطيط، ثمَّ يحاكى بها الشجرة.
فصل (¬٦)
ثمَّ تأمَّل الحكمةَ في خَلْق الوَرَق؛ فإنك ترى في الورقة الواحدة من جملة العُروق الممتدَّة فيها المبثوثة فيها ما يَبْهَرُ النَّاظر.
---------------
(¬١) «الدلائل والاعتبار» (٢١).
(¬٢) (ت): «فسطاط كيف يمد».
(¬٣) (ت): «اشتدت».
(¬٤) الدَّوْح: الشجر العِظام ذات الفروع الممتدة. «التاج» (دوح).
(¬٥) (د، ت): «الخلق الإلهي».
(¬٦) «الدلائل والاعتبار» (٢١)، «توحيد المفضل» (١٠١ - ١٠٢).

الصفحة 643