كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
هذا كلُّه في آكِلَة اللَّحم (¬١) من الحيوان.
وأمَّا آكِلةُ النَّباتِ فلمَّا قُدِّر أنها لا تصطادُ ولا صَنْعةَ لها خُلِق لبعضها أظلافٌ تَقِيها خُشونةَ الأرض إذا جالت في طلب المرعى، ولبعضها حوافرُ مُلملَمةٌ مقعَّرةٌ (¬٢) كأخمَص القدم (¬٣) لتنطبقَ على الأرض وتتهيَّأ للرُّكوب والحُمولة (¬٤)، ولم يُخْلَق لها بَراثِنُ ولا أنيابٌ لأنَّ غذاءها لا يحتاجُ إلى ذلك.
فصل (¬٥)
ثمَّ تأمَّل الحكمةَ في خِلقة الحيوان الذي يأكلُ اللحمَ من البهائم؛ كيف جُعِل له أسنانٌ حِداد، وبراثنُ شِدَاد، وأشداقٌ مَهْرُوتة (¬٦)، وأفواهٌ واسعة، وأُعِينت بأسلحةٍ وأدواتٍ تصلحُ للصَّيد والأكل؛ ولذلك تجدُ سباعَ الطَّير ذواتِ مناقيرَ حِدادٍ ومخالبَ كالكلاليب.
ولهذا حرَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كلَّ ذي نابٍ من السِّباع ومِخْلبٍ من الطَّير (¬٧)؛
---------------
(¬١) (ت، ن): «أكلة اللحم». (د، ق): «اكله اللحم».
(¬٢) (ر، ض): «ذوات قعر».
(¬٣) وهو باطنُ القَدَم وما رَقَّ من أسفلها وتجافى عن الأرض فلا يلصقُ بها عند الوطء. «اللسان» (خمص).
(¬٤) (ض): «تنطبق على الأرض عند تهيئها للركوب والحمولة».
(¬٥) «الدلائل والاعتبار» (٢٧)، «توحيد المفضل» (٥٣ - ٥٤).
(¬٦) واسعة. والهَرَتُ: سَعَة الشِّدق. والشِّدق: جانب الفم. «اللسان» (هرت). وليست في (ر، ض).
(¬٧) أخرجه مسلم (١٩٣٤) وغيره من حديث ابن عباس.