كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 1)

التوسل بالأعمال الصالحة وأعظمها التوحيد، وأنفع الدعاء الأدعية النبوية التي كان رسول الله يدعو بها لا ما أحدثه الناس مثل هذا الدعاء الذي ذكرتموه، فالواجب عليكم العناية بالتفقه في دين الله وسؤال أهل العلم والبصيرة عما يشكل والحذر مما يخالف هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أما رغبتكم في الحضور إلى المدينة وحالتكم المادية ضعيفة فإن عليكم الحرص على تقوى الله في أي مكان كنتم، والله تعالى لم يوجب حج بيته الحرام إلا على المستطيعين، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (¬1) فأنتم معذورون، وإذا أغناكم الله اتجهتم إلى الديار المقدسة، وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¬__________
(¬1) سورة آل عمران الآية 97
10 - الإجابة عن سؤال حول عقائر الإبل والغنم:
س: إذا تخاصم قبيلتان أو شخصان وحكم شيخ القبيلة على المدعى عليه بعقائر من الإبل أو الغنم تعقر وتذبح عند من له الحق، إلى آخره.
ج: الذي يظهر لنا من الشرع المطهر أن هذه العقائر لا تجوز؛ لوجوه، أولها: أن هذا من سنة الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عقر في الإسلام (¬1) »
والثاني: أن هذا العمل يقصد منه تعظيم صاحب الحق، والتقرب إليه بالعقيرة، وهذا من جنس ما يفعله المشركون من الذبح لغير الله، ومن جنس ما يفعله بعض الناس من الذبح عند قدوم بعض العظماء، وقد قال جماعة من العلماء: إن هذا يعتبر من الذبح لغير الله، وذلك لا يجوز، بل هو في الجملة من الشرك، كما قال الله سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬2) {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (¬3)
¬__________
(¬1) سنن أبو داود الجنائز (3222) ، مسند أحمد بن حنبل (3/197) .
(¬2) سورة الأنعام الآية 162
(¬3) سورة الأنعام الآية 163

الصفحة 442