كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 2)

ولا يرضى مسلم صحيح العقيدة سليم الإيمان بربه أن يتصف بعمل كفار بني إسرائيل في عدم إنكار المنكر والتساهل به وعدم التحذير منه، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه (¬1) » .
أما ما يتعلق بالاحتفال بالمولد النبوي فقد قامت الأدلة الشرعية على أنه لا يجوز الاحتفال بمولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة، لكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله ولا أحد من خلفائه الراشدين أو أصحابه - رضوان الله عليهم أجمعين - ولم يفعله أيضا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحرص على متابعة شرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (¬2) » أي: مردود عليه. وقال في حديث أخر: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل
¬__________
(¬1) رواه ابن ماجه في الفتن بهذا المعنى
(¬2) رواه البخاري في كتاب الصلح (5) ، ومسلم في كتاب الأقضية (17) .

الصفحة 353