كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 2)

دون كل ما سواه جل وعلا، وهذا موجود كثيرا في كتاب الله عز وجل، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك عن كثير من رسله عليهم الصلاة والسلام فقال سبحانه: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (¬1) وقال جل وعلا: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} (¬2) {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (¬3) فبين عليه الصلاة والسلام أنه معتمد على الله وأنه متوكل عليه جل وعلا، وأنه لا يبالي بتهديدهم وتخويفهم، وأنه لا بد له من تبليغ رسالات الله، فقد بلغ فعلا عليه الصلاة والسلام، فعرفهم بقدرة ربه وعظمته، وأنه هو المحيط بالجميع، والقادر على إنجائه، وعلى إهلاك أعدائه، كما أنه القادر على حفظ رسله وأنبيائه، وإحاطتهم بكلاءته، وإعانتهم على تنفيذ ما جاءوا به من الهدى،
وأنزل في هذا سورة تتعلق بنوح عليه الصلاة والسلام حيث قال جل وعلا:
بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬4) {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} (¬5) {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} (¬6) {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (¬7) {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} (¬8) {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} (¬9) {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} (¬10) {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا} (¬11) {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} (¬12) {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (¬13) {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (¬14) {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (¬15) {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} (¬16) {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} (¬17)
¬__________
(¬1) سورة إبراهيم الآية 10
(¬2) سورة يونس الآية 71
(¬3) سورة يونس الآية 72
(¬4) سورة نوح الآية 1
(¬5) سورة نوح الآية 2
(¬6) سورة نوح الآية 3
(¬7) سورة نوح الآية 4
(¬8) سورة نوح الآية 5
(¬9) سورة نوح الآية 6
(¬10) سورة نوح الآية 7
(¬11) سورة نوح الآية 8
(¬12) سورة نوح الآية 9
(¬13) سورة نوح الآية 10
(¬14) سورة نوح الآية 11
(¬15) سورة نوح الآية 12
(¬16) سورة نوح الآية 13
(¬17) سورة نوح الآية 14

الصفحة 47