كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 2)

فبين صالح عليه الصلاة والسلام ما يتعلق بالله، وأنه رب العالمين، وأنه أعطاهم ما أعطاهم من النعم.
فكان الواجب عليهم الرجوع إليه وتصديق رسوله صالح، وطاعته فيما جاء به، وأن لا يطيعوا المسرفين المفسدين في الأرض، ولكنهم لم يبالوا بهذه النصيحة، ولم يبالوا بهذا التوجيه، بل استمروا في عنادهم وضلالهم وكفرهم حتى أهلكهم الله بالصيحة والرجفة، نسأل الله العافية.
وذكر سبحانه وتعالى أيضا عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام شيئا من صفاته عز وجل، وأنه ذكرها لقومه لينيبوا إلى الله وليعبدوه ويعظموه حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الشعراء: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} (¬1) {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} (¬2) {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} (¬3) {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} (¬4) {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} (¬5)
ينبغي الوقفة عند هذا فإن الله سبحانه بهذا يبين لهم أن هذه الأصنام لا تصلح للعبادة، لأنها لا تسمع ولا تجيب الداعي، ولا تنفع ولا تضر، لأنها جماد لا إحساس لها بحاجة الداعين وسؤالهم
¬__________
(¬1) سورة الشعراء الآية 69
(¬2) سورة الشعراء الآية 70
(¬3) سورة الشعراء الآية 71
(¬4) سورة الشعراء الآية 72
(¬5) سورة الشعراء الآية 73

الصفحة 49