كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 2)

سبحانه المالك لكل شيء، والقادر على كل شيء، والمستحق لأن يشكر لكمال إنعامه وإحسانه، وهو الذي يطلب منه الرزق جل وعلا، ولهذا قال في آيات أخرى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (¬1) وقال عز وجل: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (¬2) والآيات الدالة على أن الله سبحانه أمر الرسل أن يوجهوا العباد إليه وأن يعرفوهم بخالقهم ورازقهم وإلاههم سبحانه كثيرة جدا، موجودة في كتاب الله، من تأمل القرآن وجد ذلك واضحا بينا، فالرسل أفصح الناس وأعرف الناس بالله عليهم الصلاة والسلام، وأكملهم نشاطا في الدعوة إليه، فليس هناك من هو أصبر منهم على الدعوة ولا أعلم منهم بالله، ولا أحب لهداية الأمم منهم عليهم الصلاة والسلام. ولهذا بلغوا رسالات الله أكمل تبليغ وأتمه، وبينوا للناس صفات الخالق المعبود وأسماءه سبحانه وأفعاله، وفصلوها كي يعلم العباد ربهم، وحتى يعرفوه بأسمائه وصفاته وعظيم حقه على عباده، وحتى ينيبوا إليه عن بصيرة وعلم.
ومن هذا ما ذكره الله عن موسى عليه الصلاة والسلام حيث قال: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (¬3) {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} (¬4) {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} (¬5) {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} (¬6) {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} (¬7) {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} (¬8) {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬9)
أمره أن يبين له أنه رسول رب
¬__________
(¬1) سورة الذاريات الآية 58
(¬2) سورة هود الآية 6
(¬3) سورة الشعراء الآية 10
(¬4) سورة الشعراء الآية 11
(¬5) سورة الشعراء الآية 12
(¬6) سورة الشعراء الآية 13
(¬7) سورة الشعراء الآية 14
(¬8) سورة الشعراء الآية 15
(¬9) سورة الشعراء الآية 16

الصفحة 53