كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 2)

وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬1) {اللَّهُ الصَّمَدُ} (¬2) {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (¬3) {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (¬4) وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (¬5)
فأهل السنة والجماعة يثبتون ما ورد في كتاب الله وما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به جل وعلا، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا زيادة ولا نقصان، بل يثبتونها كما جاءت ويمرونها كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها ثابتة لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، لا يشابه فيه خلقه، كما قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (¬6) .
¬__________
(¬1) سورة الإخلاص الآية 1
(¬2) سورة الإخلاص الآية 2
(¬3) سورة الإخلاص الآية 3
(¬4) سورة الإخلاص الآية 4
(¬5) سورة الشورى الآية 11
(¬6) سورة الشورى الآية 11
وهذه المسائل من مسائل التوحيد، وهي من أهم المسائل، والله سبحانه وتعالى بين في كتابه العزيز أسماءه وصفاته، وكرر ذلك في مواضع كثيرة حتى يعرف الله سبحانه وتعالى بعظيم أسمائه، وعظيم صفاته وعظيم أفعاله جل وعلا، فأفعاله كلها جميلة وأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها على، وبذلك يعلم العباد ربهم وخالقهم فيعبدونه على بصيرة وينيبون إليه على علم، وأنه يسمع دعاءهم، ويجيب مضطرهم، وأنه على كل شيء قدير سبحانه وتعالى.
ومن هذا ما ذكره الله جل وعلا عن قوم موسى من بني إسرائيل لما عبدوا العجل أوضح لهم سبحانه فساد أمرهم، وبطلان ما

الصفحة 59