كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 3)

وهما مطمئنان وواثقان بربهما سبحانه وتعالى. القائم على كل شيء والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء لا إله غيره ولا رب سواه، وبيده التصرف والمنع والضر والنفع، وهو المالك لكل شيء عز وجل.
والرسول صلى الله عليه وسلم هو أصدق الناس، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى كما قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (¬1) {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} (¬2) {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (¬3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (¬4) عليه من ربه أفضل الصلاة، وأتم التسليم.
¬__________
(¬1) سورة النجم الآية 1
(¬2) سورة النجم الآية 2
(¬3) سورة النجم الآية 3
(¬4) سورة النجم الآية 4
شروط قبول الدعاء:
س8: هذا الذكر وهذا الدعاء سلاح تصفونه لكل مؤمن فهل تشترطون شروطا أخرى لمن يحمل هذا السلاح؟ .
جـ8: نعم، من أعظم الشروط الثقة بالله والتصديق له ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأن الله هو الحق ولا يقول إلا الحق والإخلاص لله سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم مع الإيمان بأن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ الحق وهو الصادق فيما يقول، وأن يأتي بذلك عن إيمان وثقة بالله ورغبة فيما عنده وأنه سبحانه مدبر الأمور ومصرف الأشياء، وأنه القادر على كل شيء سبحانه وتعالى، لا عن شك ولا عن سوء ظن بل عن حسن ظن بالله وثقة به.
وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل المذكورة أو غيرها فالعبد عليه أن يأتي بالأسباب والله مسبب الأسباب وهو الحكيم العليم وقد يحصل الدواء ولكن لا يزول الداء؛ لأسباب أخرى جهلها العبد والله فيها حكيم سبحانه وتعالى، وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي، الحسي الذي يقوم به الأطباء من أدوية وعمليات ونحو ذلك، والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك من الأسباب الشرعية، ومع هذا كله قد يتخلف المطلوب لأسباب كثيرة منها الغفلة عن الله

الصفحة 455