كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 5)

صادقون. هكذا المؤمنون. والمؤمنات الذين عمرت قلوبهم بالإيمان واستقر حب الله في قلوبهم.
فإذا رأيت من نفسك خيانة لأخيك أو رأت المرأة المؤمنة في نفسها خيانة لأختها في الله أو لأخيها في الله فذلك نقص في الإيمان، ومن ضعف الإيمان ومن ضعف الإخلاص لله عز وجل، إذ لو كان الإيمان كاملا لما وقع هذا النقص الذي هو خيانة أو ظلم أو غير ذلك مما حرم الله عز وجل، فالحسد والخيانة والغش في المعاملة والشهادة بالزور والظلم للعباد كل ذلك نقص في الإيمان وضعف في الإخلاص والإسلام.
وهكذا ما سوى ذلك من سائر المعاصي، وقد يفضي ذلك إلى زوال الإيمان بالكلية كترك الصلاة فإنها كفر أكبر وردة عن الإسلام وإن لم يجحد التارك وجوبها في أصح قولي العلماء، وأما في جحد وجوبها فإنه يكفر بالإجماع من العلماء.
وهكذا لو جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب صيام رمضان أو جحد وجوب الحج إلى بيت الله الحرام مع الاستطاعة أو جحد مشروعية الجهاد في سبيل الله أو جحد شيئا من الأمور الظاهرة الإسلامية المعلومة من الدين بالضرورة فإنه يكون بذلك كافرا ومرتدا بإجماع المسلمين.
وهكذا لو جحد بعض ما حرم الله من المحرمات المعروفة من الدين بالضرورة؛ كأن يقول إن الزنا حلال أو الخمر حلال أو عقوق الوالدين حلال أو الربا حلال فإن هذا وأمثاله كفر وردة عن الإسلام والعياذ بالله من ذلك.
وبذلك يعلم أن المعاصي والمخالفات منها ما يزيل الإيمان بالكلية ويكون صاحبها مرتدا مفارقا للإسلام كما سمعتم في الأمثلة؛ وقد بين ذلك أهل العلم في كل مذهب من المذاهب الأربعة وعقدوا لذلك بابا خاصا سموه باب حكم المرتد وهو باب عظيم تنبغي مراجعته والعناية به.
ومنها ما يضعف الإيمان ويجعل

الصفحة 27