كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 5)

دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه (¬1) » . أخرجه البخاري في صحيحه.
والواجب على المسلم أن يحذر الشرك ووسائله وجميع المعاصي؛ لأنه قد يبتلى بشيء من ذلك ثم لا يوفق للتوبة فتعين عليه أن يحذر كل ما حرم الله عليه، وأن يسأل ربه العافية من ذلك، وألا يتساهل مع الشيطان فيقدم على المعاصي بنية التوبة منها، ولا شك أن ذلك خداع من الشيطان وتزيين منه للوقوع في المعاصي بدعوى أنه سيتوب منها، وقد يعاقب العبد فيحال بينه وبين ذلك فيندم غاية الندامة، وتعظم حسرته حين لا ينفعه الندم.
وقد قال سبحانه: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (¬2) وقال سبحانه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (¬3) وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (¬4) {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (¬5) والآيات في هذا المعنى كثيرة. وقاك الله شر نفسك وأعاذك من نزغات الشيطان.
¬__________
(¬1) صحيح البخاري المظالم والغصب (2449) ، مسند أحمد بن حنبل (2/506) .
(¬2) سورة البقرة الآية 40
(¬3) سورة آل عمران الآية 28
(¬4) سورة فاطر الآية 5
(¬5) سورة فاطر الآية 6
الطاعة في المعروف (¬1)
¬__________
(¬1) نشر في الدعوة بعددها 1097 في 3\ 11\1407 هـ.

الصفحة 411