كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 5)

في صحيحه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها (¬1) » ، ولا يجوز الجزع وإظهار السخط أو الكلام المنكر مثلما ذكر في السؤال (لعبة القدر العمياء) وهكذا قوله: (ولكن القدر المترصد لمنصور لم يحكم لعبته الأزلية) .
هذا الكلام وأشباهه من المنكرات العظيمة بل من الكفر البواح؛ لكونه اعتراضا على الله سبحانه، وسبا لما سبق به علمه واستهزاء بذلك، فعلى من قال ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه توبة صادقة، وقد صح عن رسول الله أنه قال: «ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية (¬2) » متفق على صحته من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة (¬3) » متفق على صحته من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة. والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، وبالله التوفيق.
¬__________
(¬1) صحيح مسلم الجنائز (918) ، سنن أبو داود الجنائز (3119) ، مسند أحمد بن حنبل (6/309) ، موطأ مالك الجنائز (558) .
(¬2) صحيح البخاري الجنائز (1297) ، صحيح مسلم الإيمان (103) ، سنن الترمذي الجنائز (999) ، سنن النسائي الجنائز (1860) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1584) ، مسند أحمد بن حنبل (1/465) .
(¬3) صحيح مسلم الإيمان (104) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1586) ، مسند أحمد بن حنبل (4/397) .
الفرق بين كلمة نصراني ومسيحي (¬1) .
¬__________
(¬1) نشرت في المجلة العربية ضمن الإجابات في باب: (فاسألوا أهل الذكر) .

الصفحة 415