كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 6)

فلا بد من الإعداد لهذا اليوم والإيمان بأنه حق. فعليك يا عبد الله أن تعد له العدة الصالحة بتوحيد الله وطاعته واتباع شريعته وتعظيم أمره واجتناب نهيه، والتعاون على البر والتقوى مع إخوانك المسلمين، والتواصي بالحق والصبر عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإرشاد الضال وتعليم الجاهل، إلى غير ذلك من وجوه الخير والنصح.
فعليك يا عبد الله وعليك يا أمة الله العناية بهذا الأمر والإعداد له، وعلى الجميع أن يتقوا الله ويطيعوا أمره، ويتواصوا بالحق والصبر عليه، وأن يعلموا الجاهل، ويرشدوا الضال، وينصحوا لله ولعباده، وأن يأمروا بالمعروف، وينهوا عن المنكر، كما قال تعالى في كتابه العظيم: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (¬1) ويقول سبحانه وبحمده: {وَالْعَصْرِ} (¬2) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (¬3) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (¬4) ويقول سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (¬5)
¬__________
(¬1) سورة التوبة الآية 71
(¬2) سورة العصر الآية 1
(¬3) سورة العصر الآية 2
(¬4) سورة العصر الآية 3
(¬5) سورة المائدة الآية 2
والمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقية، يكلمهم سبحانه ويريهم وجهه الكريم، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة. أجمع أهل السنة والجماعة على أن الله سبحانه يراه المؤمنون يوم القيامة، يريهم وجهه الكريم جل وعلا، ويحجب عنه الكفار، كما قال سبحانه وتعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (¬1)
فالمؤمنون يرونه سبحانه، والكفار محجوبون عنه هذه الرؤية العظيمة، آمن بها أهل السنة والجماعة، وأجمعوا عليها، وهكذا في الجنة يراه المؤمنون، وذلك أعلى نعيمهم
¬__________
(¬1) سورة المطففين الآية 15

الصفحة 35