كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 8)

مع الموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والرفق حتى يفهم الناس عقيدتهم، وحتى يفهموا لماذا خلقوا، وحتى يفهموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم، حتى يؤدوا ذلك على بصيرة وعلم، سواء كان ذلك في هذه البلاد السعودية مهد الإسلام، أو في أي بلاد من بلاد الله أينما كنت.
عليك أن توضح الدعوة، وأن يكون ذلك بالأدلة الشرعية: قال الله عز وجل، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تخاطب الناس بما يفهمون ويعقلون، حدثوا الناس بما يعرفون، كما قال علي رضي الله عنه، وأن تصبر على ذلك، وكل قوم يحدثون بلغتهم التي يفهمونها مع التحذير من دعاة الباطل، ومن دعاة السوء، لا بد من التحذير منهم، ولا بد من تشجيع الدعاة إلى الله والثناء عليهم، وحثهم على القيام بواجبهم أينما كانوا، في السيارة، وفي القطار، وحتى في الطائرة، وفي السفينة وفي الباخرة، في أي مكان، وبأي لغة يفهمها أو يعقلها عند الحاجة إليها، يريد فضل الله يريد هدايته، يريد الثواب العظيم منه جل وعلا، يريد إنقاذ إخوانه من الهلكة، يريد إبلاغ دعوة الله، ليس له حظ في الرياء والسمعة، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة أينما كان.
فأوصيكم أيها الإخوة ونفسي بالتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه والنشاط في ذلك، مع العناية الكاملة بالتفقه في الدين، والعناية بالأدلة الشرعية، يقول الله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬1) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (¬2) » .
فأوصيكم بالجد، والتفقه في الدين، فالإنسان يتعلم ويعلم:
¬__________
(¬1) سورة النساء الآية 59
(¬2) صحيح البخاري العلم (71) ، صحيح مسلم الإمارة (1037) ، سنن ابن ماجه المقدمة (221) ، مسند أحمد بن حنبل (4/93) ، موطأ مالك كتاب الجامع (1667) ، سنن الدارمي المقدمة (226) .

الصفحة 414