كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 8)

هكذا المصلح، هكذا الداعي، يدعو لهم بالخير ويشكرهم على الخير، يشكرهم على ما بذلوه من الخير، يدعوهم إلى الاستقامة، وإلى صلاح البطانة والحذر من أهل السوء، ويدعو إلى إزالة المنكرات، يدعو إلى إزالتها، بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والنصيحة لولاة الأمور والعلماء، مع الدعاء لهم بالتوفيق، يقول لهم: تواصوا، تناصحوا في ذلك، أرشدوا الناس جزاكم الله خيرا، وفقكم الله، كما قال جل وعلا: {وَالْعَصْرِ} (¬1) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (¬2) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (¬3)
هكذا تكون النصيحة، هكذا تكون الدعوة إلى الله، نشر العلم عن طريق الكتاب والسنة، نصيحة الناس بالكلام الطيب، بالرفق، والدعاء لهم بالتوفيق، والدعاء لهم بحسن العاقبة، والدعاء لهم بالفقه في الدين وصلاح البطانة، والدعاء للعلماء بالتوفيق والهداية، وأن يعينهم الله على إبلاغ الدعوة إلى الله في مكاتب الدعوة وغيرها. فأوصيكم أيها الإخوة الداعون إلى الله في مكاتب الدعوة: أوصيكم بالصبر، والعناية بالعلم والبصيرة والأدلة الشرعية، والعناية بمن هو خارج هذه البلاد بدعوته إلى الإسلام، وتحبيب الإسلام إليهم؛ لعل الله يهديهم بأسبابكم، ويكون لكم مثل أجورهم، بلغتهم، وباللطف، والعبارات الواضحة، بإزالة الشبه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (¬4) » ، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله (¬5) » ، فاحتسبوا الأجر أيها الدعاة، فاحتسبوا الأجر
¬__________
(¬1) سورة العصر الآية 1
(¬2) سورة العصر الآية 2
(¬3) سورة العصر الآية 3
(¬4) صحيح البخاري الجهاد والسير (2942) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406) ، سنن أبو داود العلم (3661) ، مسند أحمد بن حنبل (5/333) .
(¬5) صحيح مسلم الإمارة (1893) ، سنن الترمذي العلم (2671) ، سنن أبو داود الأدب (5129) ، مسند أحمد بن حنبل (4/120) .

الصفحة 416