كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 10)

فإذا تيسر تأخيرها بدون مشقة فهو أفضل، فلو كان أهل القرية أو جماعة في السفر أخروها؛ لأنه أرفق بهم إلى ثلث الليل فلا بأس بذلك، بل هو أفضل، لكن لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل، فالنهاية نصف الليل، يعني: وقت العشاء يتحدد آخره بنصف الليل - أي: الاختياري - كما في حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وقت العشاء إلى نصف الليل (¬1) » .
أما إذا كان تأخيرها قد يشق على بعض الناس فإن المشروع تعجيلها؛ ولهذا قال جابر رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطأوا أخر (¬2) » وقال أبو برزة رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء (¬3) » .
فالخلاصة: أن تأخيرها أفضل إذا تيسر ذلك بدون مشقة، ولكن لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل.
¬__________
(¬1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (612) ، سنن النسائي المواقيت (522) ، سنن أبو داود الصلاة (396) ، مسند أحمد بن حنبل (2/210) .
(¬2) صحيح البخاري مواقيت الصلاة (560) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (646) ، سنن النسائي المواقيت (527) ، سنن أبو داود الصلاة (397) ، مسند أحمد بن حنبل (3/369) ، سنن الدارمي الصلاة (1184) .
(¬3) صحيح البخاري مواقيت الصلاة (547) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (647) ، سنن النسائي المواقيت (530) ، سنن أبو داود الصلاة (398) ، سنن الدارمي الصلاة (1300) .
حكم تأخير صلاة العشاء (¬1) .
س: سؤال من: أبو سعد - الرياض يقول: يحتج بعض الناس عندما تقول لهم: لماذا تؤخر صلاة العشاء أثناء العمل أو غيره؟ فيقول: إن صلاة العشاء إلى قبل منتصف الليل والوقت واسع في ذلك.
أرجو من سماحتكم تبيان هذه المسألة والحكم فيها مع الدليل على ذلك. والله يحفظكم ويسدد خطاكم.
¬__________
(¬1) نشرت في مجلة الدعوة في العدد (1489) بتاريخ 27 \ 11 \ 1415 هـ.

الصفحة 388