كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 11)

{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (¬1) {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (¬2) وقال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (¬3) {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (¬4) {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (¬5) {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (¬6) وقال سبحانه وتعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (¬7) {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (¬8)
فصلاة الليل لها شأن عظيم، والمشروع فيها أن تكون مثنى مثنى؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى (¬9) » متفق على صحته من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - وأفضلها في آخر الليل إلا من خاف ألا يقوم في آخره، فالأفضل له أن يصليها في أول الليل قبل أن ينام لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم في آخر الليل فليوتر آخر الليل،
¬__________
(¬1) سورة الذاريات الآية 17
(¬2) سورة الذاريات الآية 18
(¬3) سورة المزمل الآية 1
(¬4) سورة المزمل الآية 2
(¬5) سورة المزمل الآية 3
(¬6) سورة المزمل الآية 4
(¬7) سورة السجدة الآية 16
(¬8) سورة السجدة الآية 17
(¬9) رواه البخاري في (الجمعة) برقم (936) ، ومسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1239) ، والترمذي برقم (401) ، والنسائي برقم (1648) ، وأبو داود برقم (1211) ، وابن ماجه برقم (1164) ، وأحمد برقم (4263) ، ومالك برقم (241) ، والدارمي برقم (1422) .

الصفحة 297