كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 15)

وسارعوا فيه إلى الطاعات فهو شهر عظيم، جعله الله ميدانا لعباده يتسابقون إليه فيه بالطاعات ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات. فأكثروا فيه - رحمكم الله - من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم، بالتدبر والتعقل والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام، واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الأوزار والآثام؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه (¬1) » . وقال عليه الصلاة والسلام: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن امرؤ سابه أحد فليقل: إني امرؤ صائم (¬2) » .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث (¬3) » .
¬__________
(¬1) رواه البخاري في (الصوم) باب من لم يدع قول الزور برقم (1903) .
(¬2) رواه البخاري في (الصوم) باب هل يقول: إني صائم إذا شتم برقم (1904) .
(¬3) رواه الحاكم في المستدرك في (الصوم) باب من أفطر في رمضان ناسيا برقم (1604) ، وابن خزيمة في (الصيام) باب النهي عن اللغو في الصيام برقم (1995) .

الصفحة 31