كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 15)

من شعبان فقال: «أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن (¬1) » . . . . الحديث.
فيا معشر المسلمين اغتنموا هذا الشهر العظيم، وعظموه، رحمكم الله، بأنواع العبادة والقربات، وسارعوا فيه إلى الطاعات، هو شهر عظيم، جعله الله ميدانا لعباده يتسابقون إليه فيه بالطاعات، ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات، فأكثروا فيه، رحمكم الله، من الصلوات والصدقات وقراءة القرآن والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فتأسوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم، واقتدوا به في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام، واحفظوا صيامكم عما حرم الله عليكم من الأوزار
¬__________
(¬1) رواه ابن خزيمة مختصرا في صحيحه 3 \ 191 برقم (1887)

الصفحة 45