كتاب مجموع فتاوى ابن باز (اسم الجزء: 15)

عليه وسلم: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم (¬1) » . وقوله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك (¬2) » . وكان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بدخول رمضان ويقول لهم: «أتاكم شهر رمضان شهر بركة، ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي الله بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا؛ فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله (¬3) » .
وقال عليه الصلاة والسلام: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه (¬4) » رواه البخاري في صحيحه. والأحاديث في فضل شهر رمضان والترغيب في مضاعفة العمل فيه كثيرة.
فأوصي إخواني المسلمين بالاستقامة في أيامه ولياليه والمنافسة في جميع أعمال الخير، ومن ذلك الإكثار من قراءة
¬__________
(¬1) رواه البخاري في (الصوم) باب هل يقول: إني صائم إذا شتم برقم (1904) .
(¬2) رواه البخاري في (الصوم) باب هل يقول: إني صائم برقم (1904) ، ومسلم في (الصيام) باب فضل الصيام برقم (1151) .
(¬3) عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 142) إلى الطبراني في الكبير.
(¬4) رواه البخاري في (الصوم) باب من لم يدع قول الزور برقم (1903) .

الصفحة 49