كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 1)

فإني أظن أنكم لو تأملتم طريقة السلف لعلمتم أنها على خلاف قولكم هذا عنهم، فإن السلف كان يخطر ببالهم أنها ثابتة بدون تكييف ولا تمثيل، فقد خطر ببالهم الحق والباطل فيما يتعلق بصفات الله تعالى، فأثبتوا الحق ونفوا الباطل، ولم يكونوا بحمد الله بلهاء لا يخطر ببالهم شيء أو لا يميزون بين الحق والباطل، وتفسيرهم لآيات الصفات وأحاديثها على الوجه اللائق بالله تعالى أمر معلوم يسير تتبعه على فضيلتكم، ومنه ما جاء في كتاب التمهيد لابن عبد البر ص 131 ج 7 حيث قال: "والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم، وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار، والتمكن فيه، قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {اسْتَوَى} قال علا قال: وتقول العرب استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت، وقال غيره: استوى أي انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد. قال أبو عمر: الاستواء الاستقرار في العلو وبهذا خاطبنا الله عز وجل ثم ذكر آيات الزخرف، وهود، والمؤمنون.
وذكر البخاري في صحيحه "عن أبي العالية: استوى إلى السماء ارتفع. وقال مجاهد: استوى علا على العرش". اهـ. ص 403 فتح ط السلفية وقال البغوي في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} . قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: أي ارتفع إلى السماء. وقال في تفسير قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} . قال الكلبي ومقاتل: استقر وقال أبو عبيدة: صعد.
فهذه أيها الشيخ أربعة معان للاستواء عند السلف وإليها أشار ابن

الصفحة 240