كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 1)
معلوما لغيرهم حيث يؤمنون بأن الله تعالى أراد بها المعنى الحقيقي الذي يدل عليه اللسان العربي الذي نزل به القرآن لكنه على الوجه اللائق بالله تعالى من غير تكييف، ولا تمثيل.
وقولكم: "إن مذهب السلف يتلخص في شيئين: أحدهما: تأويل ما لا بد من تأويله" إلخ قول غير صحيح، فإن السلف بحمد الله لم يكونوا يئولون شيئا من نصوص الصفات عن ظاهره كما يفعله أهل التأويل، وإنما كانوا يجرونها على حقيقتها وظاهرها على ما أراده الله ورسوله. وقد تقدم ما نقلناه عن ابن عبد البر، والقاضي أبي يعلى من حملها كلها على الحقيقة، وأنه لا يجوز التشاغل بتأويلها.
وقد ذكر فضيلتكم في ص. . . وما بعدها من العدد. . . أمثلة ذكرتم أنه لا بد من تأويلها وسوف نذكرها ونبين بحول الله وهدايته أنه ليس فيها من تأويل أهل التعطيل شيء حتى يمكن أن تكون حجة لهم على أهل الإثبات بالموافقة أو المداهنة كما قلت أنت في ص. . . عدد. . . بالحرف الواحد. "فلماذا نحكم بضلال الأشاعرة بسبب التأويل ونبيح لأنفسنا التأويل".
ونحن نجيب عن الأمثلة التي ذكرتم بجوابين مجمل ومفصل:
أما المجمل: فإن التأويل الذي سلكه النفاة صرف اللفظ عن ظاهره لصارف من عند أنفسهم لا يدل عليه سياق الكلام والتأويل الذي سلكه أهل الإثبات في بعض ما ذكرتموه ليس صرفا للكلام عن ظاهره؛ لأن في سياقه ما يدل على المعنى المراد، ولا ريب أن ظاهر الكلام ما دل عليه سياقه بحسب الوضع اللغوي أو حال المتكلم عنه.
الصفحة 245
352