كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 1)

من مجموع الفتاوي لابن قاسم: " لفظ التجسيم لا يوجد في كلام أحد من السلف لا نفيًا ولا إثباتًا فكيف يحل أن يقال: مذهب السلف نفي التجسيم أو إثباته بلا ذكر لذلك اللفظ ولا لمعناه عنهم". وقال قبل ذلك ص 146: " وأول من ابتدع الذم بها المعتزلة الذين فارقوا جماعة المسلمين" ا. هـ. يعني أن المعتزلة جعلوا من أثبت الصفات مجسمًا وشنعوا عليهم بهذه الألفاظ المبتدعة ليغزوا بذلك عوام المسلمين.
وأما الصورة فقد روى البخاري ومسلم من حديثي أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ما يدل دلالة صريحة على ثبوتها لله - تعالى - روى البخاري في: باب الصراط جسر جهنم ص 444 ج 11 فتح ط السلفية عن عطاء عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: «قال أناس: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: " هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ ". قالوا: لا يا رسول الله. قال: " هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ ". قالوا: لا يا رسول الله. قال: " فإنكم ترونه كذلك يوم القيامة» . وذكر الحديث وفيه: «وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه» . وذكر تمام الحديث قال عطاء وأبو سعيد جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئًا من حديثه ورواه عن أبي سعيد الخدري عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في باب قول الله - تعالى -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} . ص 419 ج 13 فتح ط السلفية، ورواه مسلم عنهما في كتاب

الصفحة 265