كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 1)
الإيمان حديث أبي هريرة رقم 299 ص 163 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي وحديث أبي سعيد رقم 302 ص 167.
فهل أحد أعلم بالله - تعالى - وما يجب له، أو يمتنع في حقه، أو يجوز من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ! وهل أحد من الخلق أنصح من رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعباد الله؟ وهل أحد من الخلق أفصح لسانًا وأبلغ بيانًا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وهل أحد من قرون هذه الأمة أحفظ أمانة من أصحاب رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذين اختارهم الله - تعالى - لصحبة نبيه ونقل شريعته؟ .
وقد أثبت رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيما أخبر به عن ربه وهو الصادق المصدوق أن لله - تعالى - صورة، لكننا نعلم علم اليقين أن هذه الصورة ليست مماثلة لصورة أحد من المخلوقين، وأنها أعظم وأجل مما يتخيله المفكرون، وأنه لا يحل لأحد أن يتخيل اليوم هذه الصورة في ذهنه، أو يعبر عن كيفيتها بلسانه قال الله - تعالى -: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} . وقال: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} . وقال - تعالى -: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} .
فلا يحل لأحد أن يثبت لله - تعالى - ما لم يعلم أن الله أثبته، ولا أن ينفي عنه ما لم يعلم أن الله نفاه، فكيف يحل أن ننفي ما أثبته الله - تعالى -
الصفحة 266
352