كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 1)

«بابن لها قد أصابه لمم، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخرج عدو الله أنا رسول الله". قال: فبرأ الصبي فأهدت أمه إلى النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كبشين وشيئًا من أقط وسمن، فأخذ النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر،» وإسناده ثقات. وله طرق قال عنها ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) : " فهذه طرق جيدة متعددة، تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحرين أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة".
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - وهو أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية البارزين في كتابه (زاد المعاد) 4\66: " الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة. والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه. وأما صرع الأرواح فأئمتهم - أي الأطباء - وعقلاؤهم يعترفون به، ولا يدفعونه. وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد الزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل! وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهدان به، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم".
وطريق التخلص من هذا النوع من الصرع في أمرين: وقاية، وعلاج:
فأما الوقاية فتكون بقراءة الأوراد الشرعية من كتاب الله - تعالى -، وصحيح سنة رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقوة النفس وعدم الجريان وراء الوساوس والتخيلات التي لا حقيقة لها، فإن جريان الإنسان

الصفحة 298