كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 1)
على بعض ورفع بعضهم درجات، لكن لا نقول ذلك على سبيل المفاخرة أو التنقص للمفضول كما في صحيح البخاري «أن يهوديًا أقسم فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فلطم وجهه رجل من الأنصار حين سمعه وقال: تقول هذا ورسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بين أظهرنا، فذهب اليهودي إلى رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: إن لي ذمة وعهدًا فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، للأنصاري: " لم لطمت وجهه؟ " فذكره فغضب النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى رئي في وجهه ثم قال: " لا تفضلوا بين أنبياء الله» . وكما في صحيحه أيضًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى» .
الثاني: الاتباع فلا نتبع إلا من أرسل إلينا وهو محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن شريعة النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نسخت جميع الشرائع لقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} .
(124) وسئل فضيلة الشيخ: هل هناك فرق بين الرسول والنبي؟
فأجاب بقوله: نعم، فأهل العلم يقولون: إن النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولم يأمره بتبليغه بل يعمل به في نفسه دون إلزام بالتبليغ.
والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه والعمل به. فكل
الصفحة 313
352